عندي برد. وبالطبع
كلكم تعرفون الأعراض المصاحبة له: أنف مثل الطماطم من الرشح. حنجرة بلا
صوت بسبب السعال المستمر الذي لا يتوقف ليلاً ونهاراً. عين متورمة من قلة
النوم. جسد مرهق من شدة آلام العظام.
رغم كل هذه الأعراض، إلا إنها تقيني القبلات التي "يلطعها اللي رايح واللي جاي" على خدي بسبب وبدون.
فتخيلوا
عدد القبلات التي أتلقاها يومياً صباح كل يوم. فبمجرد وصولي إلى العمل، لو
حسبنا عدد زميلات العمل اللائي لا يقل عددهن عن خمسة، في حاصل ضرب 2 قبلة،
تصبح الاصطباحة 10 قبلات، ومثلهم في آخر اليوم أي 20 قبلة.
أما لو
كرمنا ربنا بزيارة إلى بيت والدتي أو لحماتي آخر اليوم، سنبدأ الزيارة
بأربعة قبلات لكل واحدة فيما لا يقل عن 4 سيدات، أي 16 قبلة، ومثلهم بعد
ساعتين قبيل انتهاء الزيارة.
ويا سلام لو قابلت إحدى الجارات
الودودات، التي لا تربطني بهن أي علاقة من قريب أو بعيد، لأتلقى منها
وابلاً من القبلات ذات الإيقاع الممدود مثل "امممووووووووه"، أو
"موموموموموه"
أما لو كانت الزيارة لأحدي صديقاتي من الأخوات الملتزمات، فتكون القبلات ثلاث، حسب السنة.
أما
أكثر ما يثير تعجبي هو عندما أتعرف على فتاة لأول مرة في حياتي، في إطار
أي مناسبة اجتماعية، وبمجرد أن أقول "أهلا وسهلا، أنا فلانة"، فأجدها
"تلطع" قبلة على خدي مباشرة بدون "إحم ولا دستور"، فبأي حق اقتربت تلك
الأنفاس الغريبة بهذا المستوى من أنفاسي لتغتصب تلك القبلة، بدون إبداء أي
استعداد مني.
وعلى الرغم من استعدادي التام لتفادي تلك القبلات
بقول: "معلش أصل عندي برد"، إلا أن هناك من لا تهمها أي مرض أو عدوى،
وأجدها تكمل القبلات مؤكدة: "ما يجراش حاجة.. أنا كمان عندي"!